عد انتهاء مؤتمر جماعات الطرق الصوفية المسماه بـ"أهل السنة والجماعة
كاتب الموضوع
رسالة
سامر
الجنس : عدد المساهمات : 22 تاريخ التسجيل : 10/08/2009 العمر : 28
موضوع: عد انتهاء مؤتمر جماعات الطرق الصوفية المسماه بـ"أهل السنة والجماعة الجمعة أغسطس 26, 2011 11:18 pm
عد انتهاء مؤتمر جماعات الطرق الصوفية المسماه بـ"أهل السنة والجماعة" في مدينة عابد واق بدأ المراقبون يتساءلون الدور المستقبلي لتلك الجماعات التي أصبحت في الآونة الأخيرة رقما صعبا لا يستهان به، ولاسيما إذا عرفنا أنها تتمتع بدعم خارجي معلن من قبل إثيوبيا والدول الغربية، وقد أصبح زعماءهم الضيوف المفضلين لدى السفارات الغربية في نيروبي في الآونة الأخيرة، ويبدو أن هذا الاهتمام الخارجي للجماعات الصوفية ما هو إلا نوع من الإستراتيجية العالمية لمحاصرة التيارات الإسلامية المعادية للهيمنة الغربية وصناعة جماعات تحمل صبغة إسلامية تستطيع إملاء الفراغ، بعد أن تحقق السيناريو الأول الذي كان يهدف إلى إشعال الحرب بين الجماعات التي استطاعت التخلص من عملاء الغرب وأثيوبيا حيث تحولت المحاكم الإسلامية من جماعة واحدة تواجه العملاء إلى إمارات متناحرة يكفر بعضها بعضا، بدأ السيناريو الثاني، الذي يمثل صناعة أبطال جدد يحملون توجهات إسلامية يمكن تسوقهم دوليا. ورغم هذا كله يتساءل المراقبون هل تستطيع جماعات طرق الصوفية المسلحة من توحيد صفوفها وتحقيق ما لم يستطيع أمراء الحرب تحقيقه؟ ولمعرفة دور هذه الجماعات يجب علينا ألا ننسى أن تلك الجماعات وغيرها من الجماعات لا تستطيع بأي حال من الأحوال التخلص من الرواسب القبلية الموجودة في كينونة المجتمع الصومالي، ولهذا فإن المؤتمر الأخير للجماعات الصوفية الذي عقد في مدينة "عابد واق" أظهر العديد من هذه الروسب التي أكدت أن الارتماء في أحضان الدول الخارجية لا يمكن أن يحقق لهذه الجماعات الأهداف المرجوة منها دون النظر إلى العوامل المؤثر في العقلية الصومالية. وقد ظهرت في هذا المؤتمر العديد من المعطيات التي أعطت للمتابع في شأن هذه الجماعات رؤية واضحة حول التشابك القبلي والمصالح المتداخلة بين تلك الجماعات والقبائل التي ينتمي إليها قادتهم، وعندما نتحدث عن الجماعات الصوفية في الصومال يجب علينا أن نفهم أنها ليست تيارا واحدا يتمتع بوحدة فكرية تؤهله إلى تجميع صفوفه حيث إن هناك خلافات منهجية بين الطريقة "الأويسية" التي ينتمي إليها العديد من الطرق الجنوبية، والطريقة الزيلعية التي ينتمي إليها صوفية المناطق الوسطى الذين يعرفون داخليا "السمنترية"، وهي جماعة متشددة تتبنى بتكفير مخالفيها. وعلى كل حال فإن مؤتمر "عابد واق" الأخير لم ينجح في توحيد صفوف هذه الطرق، وكان هدفه الرئيسي انتخاب رئيس واحد لتلك الجماعات، ولكن بعض الخلافات القبلية والسياسية حالت دون ذلك، حيث كان الشيخ محمود معلم حسن الشخصية البارزة للجماعات الصوفية في الخارج والذي يتمتع بعلاقات قوية مع الهيئات السياسية الخارجية يتوقع أن يكون المرشح الوحيد لتلك الجماعة، ولكن بعض القبائل المتنفذة رأت استبعاده من رئاسة جماعة "أهل السنة والجماعة" جناح الزيلعية الذي عقد مؤتمره الأخير في مدينة "عابدواق"وتم انتخاب الشيخ عمر محمد فارح، مما يشير إلى عمق الخلافات الموجودة بين تلك القبائل، ومن ناحية أخرى تمكنت الحكومة الانتقالية إلى استقطاب الطريقة "الأويسية" التي عقدت مؤتمراها العام في مدينة مقديشو وتحت رعايتها، وعمدت الطريقة إلى تجديد البيعة لشيخ شريف شيخ محيي الدين، الذي أعلن فور انتخابه تأييده للحكومة الانتقالية، مما أعطى للحكومة الانتقالية نوعا من النفوذ في أوساط الجماعات الصوفية يمكن أن تستخدم كورقة سياسية أمام القوى الإقليمة والدولية الداعمة لجماعة "أهل السنة والجماعة"، مما يقلل من ادعاءات هذه الجماعة لتمثيل الصوفية، فضلا عن أن هذه الخلافات الأخيرة أفقدت جماعة الصوفية المسلحة من محاولة تشكيل حكومة محلية في مناطق الوسطى حتى تصبح مناطق خاصة لها يمكن استئصال جميع مظاهر التدين التي تخالف فكرها. وهذه المعطيات كلها تشير إلى أن المراهنة بالجماعات الصوفية في الصومال من قبل القوى الخارجية لا يجدي ولا حقق لها أي نفوذ يذكر؛ لأن الشخصية الصومالية المحكومة بالنزعة القبلية لا يمكن أن ترضخ إلا للإسلام الصحيح البعيد عن التكفير والتفجيرات الانتحارية، ويبدو أن الوضع الصومالي الحالي تنطبق عليه مقولة ابن خلدون القائلة: "أن البدو لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية، لأنهم أصعب انقياد بعضهم لبعض للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة، فقلما تجتمع أهواءهم، فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم أذهب خلق الكبر والمنافسة منهم، فيسهل انقيادهم واجتماعهم" وهذا هو الدور المنتظر من علماء الصومال بكل أطيافهم أن يفهموه؛ لأن الصومال لجميع الصوماليين ولسيت خاصة لجماعة أو فئة معينة، حيث إن استئصال الآخرين واستبعادهم لا يؤدي إلا إلى الإمعان في العمالة ويستقطب الأعداء الكثير من أبناءه بسبب الجهل الأحقاد التي تنتج من الاستقصاء.
عد انتهاء مؤتمر جماعات الطرق الصوفية المسماه بـ"أهل السنة والجماعة